كوالالمبور .. طوكيو .. وجامعتنا
ربما تتشابه الاشياء . وتلتقي الافكار على الرغم مناختلاف المكان والزمان . فأذا ما كانت ثمة بواعث في الانسان الذي يسعى وفق سياسةوتخطيط لابد ان يصل الى الهدف مع توفر الرغبة والارادة لتحقيقه.
ففي اللقاء الذي سينشر في مجلة الاشعاع الجامعي معالبروفسور المهاجر عبد الامير حسن كاظم افاد بأن ماليزيا لو عملت في بداية نهضتها مثلما عملت جامعة المثنى من حيثالبناء والاعمار لأصبحت الآن مثل اليابان.
وهذا الكلام رجع بي الى حديث ذلك المترجم الياباني الذيالتقيت به في وزارة الخارجية اليابانية عام 2004 .
حيث قال لي ان طوكيو التي تراها امامك ـ وكنا نقف فيالطابق العاشر ـ وهذا البناء العملاق والعاصمة التي تثير الدهشة لم تكن عام 1952سوى مدينة مدمرة ، خربة ليس فيها مايشير الى الحياة . كما لم تكن هناك أموالللبناء . وتم الاعتماد على صندوق النقد الدولي في تمويل الخطط والمشاريع والاعمالالتي عزم على تنفيذها الانسان الياباني.
وانتم لديكم المال والموارد الطبيعية والايدي العاملةوكل دول العالم تساندكم . لذلك فأن نهوضكم ليس عسيرا.
وارى ان هذا الرأي كان دقيقا غير ان الجانب الآخر والاهمفي عملية النهوض هو الانسان الذي يعد محور البناء والتغيير ثم تأتي العواملالساندة.
وعود على بدء ان الربط من خلال الجامعة بين كوالالمبوروطوكيو فأن جامعتنا وبلدنا يمكن ان ينهض كالعنقاء اذا ما تم الاستفادة من هذهالتجربة المفعمة بالحرص والتفاني والنظافة والاخلاص والرغبة الجامحة في التغيير.مثلما دعت في وقت سابق وزارة التعليم العالي الى الاستفادة من تجربة جامعة المثنى.
فقد كانت أشكالاً هلامية وارضاً يباباً ليس فيها منأسباب الحياة.
وقبل ثلاثة اعوام ونيف قبل التأسيس لم تكن الجامعة سوىاسم بلا ملامح او كيان بلا سور وظلت حتى ذلك الحين حلماً نتمنى وجوده على الواقع.وابنية قليلة جدا متناثرة بين المياه الجوفية الطافحة على سطح الارض التي تكسوهاالاملاح والانقاض .. وتدخل اليها الحيوانات السائبة من البيوت المحاذية خلف تلكالابنية العائدة لكليتي التربية والعلوم . والطلبة يتزاحمون في اروقة الابنية حينيخرجون من قاعات الدرس. فليس ثمة فسحة للراحة وقضاء الوقت بين محاضرة واخرى .
غير انها اليوم غدت انموذجا للربط بين الزائرين فيامكانية النهوض بين نمرين آسيويين.
واؤكد حقيقة اني لا اجيد التبجيل والمديح بيد ان الحقائقتفرض حضورها حيث أضحت الجامعة شاخصا يثير الناظر.
واذا ما كان وجود الاشياء يتبع صانعها . فأني لابد اناشير الى عزم الدكتور غازي الخطيب في الابداع والبناء والتوسع العلمي والعمراني .
فقد كان ولم يزل دائب الحركة بسبب من عشقه للوليدالمكتنز بالمعاني والاهداف , وعزمه على ان يكون هذا الصرح كبيرا أخاذا وقبساً يشعبالضوء على مدينة حتى اللحظة هي الاولى في المحرومية بكل شيء ..
وهو انسان مؤمن بأن التغيير يأتي من الحب والارادة ،بالرغم من العقبات التي تحصل في بعض الاحايين وتلكم من اسباب العمل الذي لا بد انتواجهه كبوة هنا او هناك لسبب او آخر.
فهل نستفيد من هذه التجربة الثرة كي يغدو العراق يابانالعرب ؟
أم مخيال البعض يرمينا بحجر ؟