ما الذي نريده في قانون جديد للتعليم العالي وما الذييعالجه
الحلقة 28 (الجزء الثالث )
الرابع عشر:- الكوادر العراقية الموجودة خارج الوطنوالتي هاجرت قسراً في ظروف سابقة بحاجة الى عناية للاستفادة منها سواء أكانت خارجالعراق او في عودتها الى العراق ـ فهل يعقل ان اكثر من الف طبيب اختصاصي يقدمونخدماتهم لوزارة الصحة البريطانية ومثلهمفي امريكا وبلدان اخرى في الوقت الذي يحتاج البلد لهذه الكوادر ولهؤلاء الابناءالبررة الذين اجبرتهم ظروف مختلفة على الهجرة وترك بلدانهم.
يجب ان يعالج القانون الجديد عودة هذه الكفاءات لخدمةالعراق ، البلد بحاجة ماسة لهم ، تركو العراق منذ زمن بعيد فكيف نشترط عليهم عمراًمحدداً وتعقيدات كثيرة تقف امام رجوعهم ، أي بلد في العالم يفكر في عمر عالم كبيراو فيلسوف في تقديم خدمة لبلده.. أية مصاعب هذه التي نضعها امام ابناءنا وبناتنا.
الجامعات الجديدة تفتح وحملة شهادة الاستاذية يرحلون الىالتقاعد واقسام علمية تتزايد كل يوموكليات تفتح وابناءنا في الخارج كلهم حماس للرجوع والقانون يقف ويعقد هنا وهناكوالروتين المجحف يمنع ابناءنا من الالتحاق بجامعاتهم فأية مفارقة هذه التي نعيشها. القانون الجديد يجب ان يعالج كل هذه الامور ويفتح الباب على مصراعيه لعودةابناءنا للالتحاق بمؤسسات الدولة المختلفة ومنها الجامعات ، فهل يعقل ان بلدانالعالم الاخر يحتاجهم ونحن لا نحتاجهم ؟؟ ان الشروط الكثيرة والمنغصات التي وضعتامامهم جعلت الكثير منهم لا يفكر بالعودة ، نريد قانوناً يتسم بالمرونة والموضوعيةالذي سيؤدي الى ارجاع ابناءنا الى احضان بلدهم ، ما الذي يريده المشرع غيرهذا ؟!
الخامس عشر:- لماذا كل هذا الذي تحدثنا عنه السبب انالهيئات العلمية ، الجامعات ، مراكز البحث ، الكليات ، الاقسام ، الطلبة ، كل هذهالاف المؤلفة عندما تتحول الى قوة دافعة بعيدة عن الصراعات وخلق جيل مثقف يدافع عنالوطن بعيداً عن حزبية هذا او فكر ذاك المسؤول او هذا الاستاذ ، الكل يعمل لمصلحةالوطن وطبقاً للقانون ، هذه المئات من الالوف من طلبة واساتذة وموظفين لا مصلحةلهم بكل هذا الذي يجري ، بعد ان عانينا ثلاثون عاماً فنحن بحاجة الى خلق جيل جديدوطنيته اعلى من الحزبية واصدق من الصدق نفسه ، هذا هو الطريق ليسمع السياسيونوالوطنيون وليتركوا الجامعات والكليات والوزارة لاهلها حتى تبنى وتؤسس وتربي وهميتجهون لامور اخرى.
*- اتركوا الوزارة لاهلها ولا تحملوها صفات طائفية بعيدةعن دورها .
*- اتركوا وزيرها واعتمدوا على ادراكه وفكره ونظرتهالموضوعية للامور واختياره لمن يساعده او من يعينه دونما تأثير من هذا او ذاك.
*- اتركوا اساتذة الاقسام ليبنوا اقسامهم بعيداً عنالطائفية والتعصب وبعقلية علمية وطنية وهم اهل لها.
*- اتركوا عمداء الكليات وامنحوهم ثقتكم لا على اساسالطائفة او الحزب او القومية ودعوهم يبنون هذا الوطن المحطم جيلاً جديداً سلاحهالعلم والوطنية.
*- اتركوا الجامعات لمختصيها وامنحوهم الصيانة والمؤازرةودعوهم يبنون الجامعات كمراكز للعلم والتربية والفن والاكتشاف والتصنيع.
هكذا تبنى وزارةتعليم عالي خلاقة ، هكذا تكون جهازاً مؤثراً في شد لحمة الشعب بابتعادها عنالصراعات الطائفية والاثنية والحزبية واعتماد برنامجاً طويل الامد للبناء والتربيةومصنعاً للوطنية والالفة بين طلاب الجامعات واساتذتها هكذا يبنى الوطن.
هكذا نريد قانوناً للتعليم العالي